عمالة الأطفال قتل للجسد والمستقبل

عمالة الأطفال قتل للجسد والمستقبل
نعمة خالد من دمشق: قبل مدة لا تتجاوز الأيام فاز مصور فوتوغراف سوري بالجائزة الأولى من اليونيسكو، على صورة التقطها لطفلة تكتب وظائفها في الشارع إلى جانب بسطة تبيع من خلالها السمسمية والفستقية، وجوز الهند المحلى، إضافة إلى أنواع أخرى من البسكويت.
وفي القاهرة، هناك مجموعة من الأطفال لا تتجاوز أعمارهم السنوات الخمس، يسرحون بين الطاولات ليبيعوا العلكة، والمناديل الورقية. وحين تسأل عن سبب هذه الظاهرة. فيجيب بعضهم أن هذا شكل من أشكال التسول، وبعضهم يدفع السبب إلى الفقر والبطالة. لكن أياً يكن السبب فإن كل القوانين الوضعية والشرعية، لا يكمن لها أن تقبل ببقاء ابن السنوات الخمس سارحاً في الشوارع حتى الواحدة صباحاً، وربما بعد ذلك.
وفي شوارع دمشق، كثيرة هي المشاهدات التي يمكن أن تستوقفك لأطفال يبيعون أوراق اليانصيب، أو الدخان، أو الحلوى، أو السارحين لإيصال طلبات للمنازل على دراجات هوائية، وهم أطفال ربما يكون أكبرهم لم يتجاوز الرابعة عشرة، أي أن ذويهم تحت طائلة القانون الذي يلزم بالتعليم لمن هم في هذا العمر.
مجالات عمل الاطفال كثيرة واغلبها هي من الخطورة على الأطفال عالميا، لكن الكثيرين منهم يعملون باعمال كبالدباغة، والكل يعرف آثار العمل بالدباغة على الصحة الجسدية للإنسان بسبب المواد الكيميائية التي تستخدم في هذا المجال، بالإضافة إلى العمل بالدهان، مع ما في هذه المادة من سموم أولها الرصاص، بالإضافة إلى العمل في القمامة، للم علب البلاستيك والكولا والألمنيوم والنحاس، كذلك العمل في مناجر الخشب. إلى الكثير من المهن التي تشكل خطورة على حياة الأطفال.
التقت إيلاف وليد: وهو طفل لم يتجاوز السنوات العشرة، وليد يعمل في منجرة تصنع الأبواب والطاولات، وتصلح ما تلف من خزائن. سألت وليد: لماذا تعمل وما زلت صغيراً؟
قال: أنا أبوي تجوز على أمي، وإخوتي صغار، أنا الكبير، وما حدا بيصرف علينا، تركت المدرسة حتى أشتغل وأصرف على أمي وإخواتي.
لأي صف وصلت؟
أنا درست الثالث ونجحت عالرابع وبطلت
ما إجت المدرسة سألت عنك أهلك؟
لأ ما حدا إجا.
قانون التعليم في المرحلة الإبتدائية هو قانون ملزم للأهل، ويترتب على من يخالفه عقوبات. على أن تعملل المدرسة على سبر المتسربين منها وملاحقة ذويهم.
لكني عدت لسؤال وليد: وليد كيف كان تقدير نجاحك في الثالث؟
أخدتها الأول على صفي والثاني عالمدرسة.
طبعاً ليس ويد وحده من حرم من التعليم بسبب خل في نظام الأسرة، بل هناك أعداد كبيرة من الأطفال الذين يدخلون سوق العمل باكراً.ولمعرفة أسباب عمالة الأطفال ونتائجها استضافت إيلاف الأخصائية النفسية بشرى عودة التي أفادت قائلة "إن الاتفاقات الدولية جرمت الاستغلال الاقتصادي للأطفال. ففي المادة 32-1 " تعترف الدول الأعضاء بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي، ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون مضراً، أو يمثل إعاقة لتعلم الطفل، أو أن يكون ضاراً بصحة الطفل ونموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي".
ولمفهوم عمالة الأطفال اتجاهين: الأول هو الاتجاه السلبي وهو الذي يضع على كاهل الطفل أعباء ثقيلة تهدد سلامته، ويستغل فيه الطفل كيد عاملة رخيصة عوضاً عن الكبار.